نوح الليالي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نظرة واقعية في حزب الله من د. مضاوي الرشيد

اذهب الى الأسفل

نظرة واقعية في حزب الله من د. مضاوي الرشيد Empty نظرة واقعية في حزب الله من د. مضاوي الرشيد

مُساهمة من طرف محب الرسول الثلاثاء أكتوبر 09, 2007 8:04 pm

كن واعياَ فنشر أي خبر لا يعني بالضرورة تأييده

نظرة واقعية في حزب الله من د. مضاوي الرشيد
http://www.madawi. info/index. php/arabic/ more/123/




مضاوي الرشيد
في عصر الطائفية العربية الجديدة من الصعب تقييم السيد حسن نصر الله كانسان وسياسي وقائد للمقاومة اللبنانية. ان صب عليه قلم كاتب ما المديح والاطراء فسرعان ما سيتهم بأنه رافضي حقير او كاتب شعبوي ثورجي تغره الشعارات الخلابة. وان ذمه احدهم وانتقص من دوره وقلل من اهميته فهو وهابي تكفيري متطرف او عقلاني واقعي لا ينبهر بالمقامرة والخطاب الثوري التحرري.

في حالة الاستقطاب العربية والتي فجرها الاحتلال الامريكي في العراق وذهب ضحيتها آلاف الابرياء تصبح شخصية حسن نصر الله رهينة بين قطبين متناحرين كل منهما يخلط الاوراق ويعاقب الاشخاص البعيدين بجرائم القريبين من المشهد العراقي فيسقط تحليلاته وآراءه اما من مبدأ العقاب الجماعي او من مبدأ تبني سياسة نظامه الرسمية تجاه ظاهرة حسن نصر الله وابعادها اللبنانية والعربية والعالمية.

وان ابتعدنا عن دائرة الاقلام العربية وكثير منها لم تخرج بعد من حلقة الطائفية المفرغة بشقيها السني والشيعي واستنجدنا بما يكتبه المحللون والاكاديميون الغربيون عن حسن نصر الله وحزبه فسنجد نمطا تحليليا مقنعا عن هذه الظاهرة. احد هؤلاء الكتاب هو ريتشارد نورتن اكاديمي متخصص بالعلوم السياسية والاجتماعية وهو من الاوائل الذين درسوا الشيعة في لبنان. كتابه الاخير عن حزب الله ينفي صفة الارهاب عن هذا الحزب ويدعو الادارة الامريكية لتغيير سياستها ويقر بحق حزب الله الدفاع عن ارضه المحتلة ويمجد سياسته الاجتماعية التي انقذت شيعة جنوب لبنان من تاريخ طويل لم يعرف هؤلاء علي صفحاته سوي التهميش والفقر والعوز.

وبينما هاجر اصحاب الاراضي والاملاك من قري الجنوب الي عواصم امريكا الجنوبية وافريقيا بحثا عن تجارة الالماس والذهب والثراء السريع بقي جنوب لبنان منغمسا في حالة تخلف اقتصادي واجتماعي ساهمت الدولة اللبنانية في استمرارها. نعم يعترف نورتن ان حزب الله هو المسؤول عن التفجيرات التي طالت المصالح الامريكية في لبنان وخطف الغربيين في الثمانينات لكنه يري ان الحزب قد تغير خاصة بعد ان دخل العملية السياسية وشارك في السلطة عن طريق الانتخابات وبعد عرض طويل لنشوء الحزب وتطوره وتغير مسيرته واستراتيجيته يختتم نورتن كتابه باستنتاجات جريئة ومقنعة يوجهها الي القارئ الغربي ويدعوه الي تقييم الحزب وقائده من منطلقات وادلة موثقة في كتابه.

ومؤخرا كتبت لارا ديب وهي امريكية من اصل لبناني كتابا اوضحت فيه حداثة التقوي في سلوكيات نساء حزب الله، حيث قامت ببحثها هذا في ازقة الضاحية الجنوبية ومع نساء منخرطات في نشاطات حزب الله الدعوية والخيرية. رصدت ديب كيفية تحول هؤلاء النساء من الاسلام الشيعي التقليدي الي حداثة اسلامية شيعية ادت الي انخراط النساء في مشروع الحزب ليس فقط السياسي، بل ايضا الثقافي والاجتماعي وركزت علي اهمية الطقوس الشيعية وتحولها من مواسم للعزاء والبكاء الي مواسم لفرز ثقافة جديدة تنهض بالمجموعة من فكر الانتظار والعويل الي فكر الحراك والنشاط البناء.

بين الاقلام العربية والغربية تكمن حقيقة حزب الله وقائده. هدد هذا القائد الدولة الاسرائيلية بمفاجأة كبري ان هي فكرت باعتداء جديد علي لبنان ولكن السيد حسن نصر الله هو مفاجأة العرب الكبري. هو المفاجأة التي لم تكن في حسابات الكثير من الانظمة العربية او الغربية. نقف عند هذه المفاجأة ليس من منطلق الشيعي المناصر ولا من منطلق السني المعادي حسب املاءات الاستقطابات العربية المدعومة امريكيا. بل نقيم حزب الله وقائده من منطلق معايشتنا للوضع اللبناني والعربي والذي انتزعنا منه مرتين المرة الاولي عندما هجرنا من وطننا الام عام 1975 ونقصد الجزيرة العربية والمرة الثانية من الوطن الذي احتضننا عام 1982 نتيجة وصول الجنود الاسرائيليين الي العاصمة بيروت، حيث لم يجد هؤلاء مكانا يغتسلون فيه سوي ازقتها المدمرة. تطلعنا حينها الي العواصم العربية وجيوشها علي مدي عقدين فلم نجد سوي مبادرات عقيمة وعساكر مهزومة وثقافة استسلامية تأصلت في النفوس. تباكي هؤلاء علي سويسرا الشرق ولم يعرفوا فيها سوي التسكع علي سفوح جبالها نهارا والاختباء في عتمة باراتها ليلا.

بكي هؤلاء بيروت الراقصة تماما كما بكوها الصيف الماضي عندما وجدوا انفسهم في شاحنات السياحة تشحنهم الي بلادهم تحت ضغط صواريخ اسرائيل الفتاكة رحلوا ومن ثم بدأوا يكيلون الشتائم علي ضحية هذه الصواريخ وليس مرسلها. هكذا تضامن السياح العرب مع مجازر اسرائيل في لبنان اما انظمة العرب فتحدثت عن عقلانية جديدة ولم تستطع عقلانيتهم ان تفرض وقفا لاطلاق نار او نهاية لهذه المجازر. تفضل هذه الانظمة ان تسخر ما تبقي من اجهزتها العسكرية المهترئة لمجازرها الداخلية ومعاركها مع شعوبها وهي تعلم ان اسرائيل لن تقصف عواصمها يوما ما ولن تهد قصورها علي رؤوسها لانها تفضل مساكن الجنوب اللبناني الوضيعة والتي انتجت مفاجأة العرب الكبري، حيث يقبع لبناني آخر لم تعهده هذه الانظمة ولن تلتقي به يوما ولو بالصدفة في بارات شارع الحمراء سابقا وشارع مونو لاحقا. كيف استطاع حسن نصر الله ان يخرج هذا اللبناني من خنادق الجنوب؟

هل هو الدعم الايراني والمساعدات العسكرية وهي ان قارناها بما تدفعه السعودية من فاتورة الي شركات الاسلحة الغربية نقطة في بحر وقطرة في محيط. كيف اخرج حسن نصر الله شيعة الجنوب من غيبوبة طويلة في عصر الانتظار؟
كيف حول جيشا من المهمشين الي جيش من المقاومين؟ كيف جمع حسن نصر الله بين المأتم والعرس في طقس واحد؟
نجح نصر الله لانه لم يعول علي مبادرات سلام عربية ولا علي جيوش بأسلحة اصابها الصدأ او خردة بالية لتنقذ قري الجنوب من الاحتلال.

نجح نصر الله لانه جمع بين الكاريزما والعمل بين الاسلام والحداثة بين الشعار والانتاج حتي اصبح ماركة مسجلة عرّت المتهافتين العرب علي صلح جائر وسلام لا يعيد اللاجئ والارض المسلوبة. علم نصر الله العرب ابجديات جديدة كانوا قد نسوها او تناسوها تحت ضغط الاعلام المأجور والارادات المرهونة. انتزع نصر الله اللبناني الراقص ومصمم الازياء والوسيط والتاجر المقتنص للفرص النادرة والمتمرس باللغات الاجنبية واستبدله بآخر لم يعهده المسرح العربي ولم يكن مهيئا للتعرف عليه. صدم العرب بهذا اللبناني الجديد الذي لم يعهدوه من قبل واصابهم التخبط وانتابتهم حالة طيش عفوية. منهم من هرع لتحجيمه في مكعبات الطائفية مستعينا بثارات العراق الجديدة وجثثه المجهولة الهوية علّهم بذلك يدفنون السيد معها ويتخلصون من المفاجأة غير المتوقعة ومنهم من دبت فيه الغيرة الحقيقية وراح ينبش تراثه بحثا عن صفحة مضيئة تنير عتمة واقعه المزري وآخرون وقعوا شيكات كبيرة علها تعيد المارد الي القمقم وتخنقه في عقر داره قبل ان تصل ابجدياته الي كراسات آخرين يتعطشون الي نصر كنصر الله.

وعلي عكس الانظمة العربية نجد تقارير الحكومات الغربية اكثر واقعية وبراغماتية اذ ان التقرير البرلماني البريطاني الجديد يدعو الي الحوار مع حزب الله بعد ان فشلت الآلة العسكرية الاسرائيلية في استيعابه وتحجيمه. وسيجد هؤلاء من ينصت لهم داخل اروقة السياسة الغربية وان لم يأخذ بمقترحاته وتوصياته بشكل حرفي. لقد فرض حزب الله وقائده نفسه علي الساحة الميدانية واخترق الابحاث الاكاديمية ليس لانه استأجر اقلام هؤلاء ودفع القيمة المطلوبة بل لانه صاحب قضية عادلة وينطق باسم شعب عاني الامرين من تخاذل العرب الرسميين وعلي الاطراف المتدخلة في سياسة لبنان الداخلية ان تستفيق من غيبوبتها بعد ان طال انتظارها وتتعاطي مع المفاجأة الكبري ولو علي مضض
محب الرسول
محب الرسول
مشرف عام

ذكر عدد الرسائل : 117
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 16/09/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى